السينما .. حيوات أخرى
كلما جاءت مرحلة كتابة كلمة للكتالوج كتقليد عتيد.. تهاجمني مشاكل مالية وإدارية تقليدية ومعتادة، ولكن هذا العام قررت الهروب من تلك المشاكل الكلاسيكية، وأن أكتب فقط عن السينما ودورها وخلودها وسحرها .
وجاء إلى مخيلتى هذا الشعار " السينما حيوات أخرى " .. ذلك الشعار الذى كان مثار خلاف بينى وبين مديرة المهرجان عزة الحسيني ..فقناعتى هى أن السينما حيوات أخرى بحق .. فالمشاهد عندما يتابع فيلما على الشاشة مثل "سانكوفا" لهايلي جريما.. ويرى تلك السيدة التي تعمل موديل وترجع في الزمن لعصر الرقيق الأسود في بلدتها.. فلا شك أننا نعيش معاناتها وحياتها وسنين رحلتها التى تضاف إلى حياتنا ومشاعرنا وتجربتنا الإنسانية ، وكذا نعيش معاناة أهل تلك المدينة التى جثم عليها المتطرفون فى "تمبكتو" لعبد الرحمن سيساكو .. أو معاناة محمد أبو سويلم وأهل قريته من الفلاحين الفقراء عندما يفقدون أراضيهم في "أرض " يوسف شاهين.. أو نزق الطفل والمراهق نورا في عصفور السطح (حلفاويين) لفريد بو غدير.. فنحلق في فضاء الشهوة والمراهقة ونحقق الحلم.. فى كل تلك التجارب السينمائية نحلق فى عالم مواز لعالمنا المُعاش ..ونضيف إلى تجربتنا الإنسانية تجارب جديدة.. وإلى أعمارنا سنوات إضافية ..فنعايش بحق حيوات أخرى.. وصورا تخلد المكان والزمان ..وهذا هو السبب الأساس فى عشق الإنسان لفن السينما.
أهلا بضيوف المهرجان عشاق السينما ..أهلا بكل الأشقاء من ربوع افريقيا ..أهلا بكم جميعا في حيوات سينمائية أخرى في مهرجان الأقصر.. وحيوات تاريخية في معابدها وشوارعها وعبقها الممتلىْ بطاقة الحب والسلام .. تمنياتي للجميع بقضاء أوقات ممتعة..مع سحر السينما في جزء جميل من افريقيا الأم الحنون.
سيد فؤاد
حمل من هنا